قالت الدكتورة سميرة المدغري اختصاصية في التغذية الدقيقة و البرمجة اللغوية و العصبية، إن شهر رمضان يعد فرصة استشفائية كبيرة لتعزيز المناعة في الجسم فخلال فترة الصيام يدخل الجسم في حالة قلق، لكنه قلق إيجابي، و المجهود الذي يقوم به الصائم خلال اليوم يخرج جسمه من منطقة الراحة و يجعل الخلايا التي يشوبها ضعف أو مرض أو نوع من الحمق البيولوجي، تصاب بالموت الخلوي المبرمج و الذي يطلق عليه اسم “لبوبطوز” و هذا ما يجب التركيز عليه في رمضان ، كي يتخلص الجسم من الخلايا الخبيثة و الضعيفة، التي تسعى لبرمجة بعض الأورام في الجسم .
و أضافت المدغري أن التخلص من السموم التي توجد في الجسم لا يمكن أن تزول لوحدها ، إن لم نعتمد على استعمال مواد قوية كالماء و الفيتامينات و المعادن و مضاد الأكسدة و الانزيمات ، لأن الطاقة التي تشغل الخلية و التي تجعلها تقوم بوظائفها، لن تأتيها من المواد الملونة و المنكهات و المعلبات بل التي من الاكل القوي الذي يوفر تلك الطاقة لأن الخلية القوية هي التي تعيش و الخلية الخبيثة الضعيفة يتم التخلص منها ، مضيفة أن الجهاز الهرموني أو الجهاز المناعي ، يشتغل بشكل قوي كي يجعل كريات الدم الأبيض تعمل جيدا ، لكن كل هذه الأشياء تحتاج لظروف خاصة يمكن حصرها في خمس أشياء :
أولا إعادة التوازن في دولة البكتيريا في الأمعاء أمر ضروري و مؤكد ، لأن البكتيريا الصديقة التي نسميها المكروبيوت تبنى على أساسها مناعة الجسم بأكمله و كمثال بسيط في هذا الجانب ، إذا استعملنا القليل من السمن في شربة الحريرة ، أو في “البطبوط” يجلب نوعا من الحمض يسمى ” لسيدبيتريك ” الذي يتولى عملية تنظيف جل خلايا الأمعاء معززا ب ” البيوبروتيك ” الذي يمكن أن نجده في الخضر المخللة و الياغورت في الرايب و في اللبن و الزبدة البلدية ، إذن هذه البكتيريا الصديقة يجب أن تكون لدينا دراية بها كي تدخل للجسم بشكل يومي لتحقيق التوازن ما بين البكتيريا الصديقة و غير الصديقة الذي يعتبر من الأولويات ، مؤكدة على ان النقطة الثانية تتمثل في تجديد خلايا الامعاء التي تصاب بأمراض والتهابات وتقيحات لا ترى بالعين المجردة لكن نشعر بها كالانتفاخ الاوجاع التي تصيبنا بعد الأكل الامساك ، الاسهال إلى جانب العديد من المشاكل تقع لنا ولا ندري سببها بكون تلك الخلية الصغيرة التي لا ترى بالعين الدقيقة لديها التهاب، من هنا فتجديد الخلايا يكون بسرعة كبيرة لان لدينا اكثر من 50 مليار من الخلايا التي تموت و 50 مليار من الخلايا التي تتجدد و هذا التجديد يمكن ان نحققه في شهر الصيام حيث يكون الجهاز الهضمي مرتاحا، و نكون نحن ايضا مرتاحين لنترك المجال مفتوحا لاعادة ترميم الخلايا وتتجلى النقطة الثالثة في التخفيض من شدة الالتهابات التي طغت في الوقت الحالي على جسم الانسان بسبب الاكل غير الطبيعي وقلة النوم وقلة الحركة وتتلخص النقطة الرابعة في محاربة الجذور الحره التي تكون لدينا بشكل قوي حتى عندما نكون صائمين لان التخلص من الخلايا الخبيثه واخراج السموم من الشحوم المتراكمه ينتج عنه الجذور الحره هذه الجذور يجب ان لا تبقى حرة طليقة لانها تتسبب لنا في عملية الأكسدة و الجذور الحرة تاتي من الملوثات البيئية والنفسية والاكل غير الصحي للتصدي لها يجب ان نجلب لها مضادات الاكسد ه التي نجدها في الثوم البصل فيتامين سي والزعتر في جميع الماكولات الطبيعية وفي كل شيء تجود به علينا الطبيعة توجد فيه مضادات للاكسدة لكنها تختفي مع طريقة الطهي والضوء لذا يجب المحافظة عليها بينما تتجلى النقطة الخامسة في تنظيف الكبد التي لديه اكثر من 500 وظيفة رمضان فرصة كي ياخذ قسطا من الراحة و عندما يكون الجهاز الهضمي في راحة من الاكل والشرب يقوم الكبد بوظائفه بشكل مرتاح كي يتخلص من السموم واعادة التصفية وترميم خلاياه وبهذا الشكل نكون قد عرفنا ان المناعة شيء يكتسب تدريجيا .
وشددت الاختصاصية على أنه من أحسن الوظائف التي يمكن من خلالها أن نوظف الاكل و نرفع بها المناعة التي لا نكتسبها في يوم أو يومين بل نكتسبها من قبل رمضان و في رمضان من بعد رمضان نحضر بها جسما قويا يتمتع بمناعة قوية يستطيع التصدي للامراض الفتاكة لكن اذا كان الجسم فاشلا مملوءا بالسكريات والنشويات والاملاح وبالمواد المسرطنة لن تكون عنده قوة استشفائية ذاتية استقلالية عن الادوية والطب الحديث.
المصدر جريدة الصحراء المغربية .