الأحداث 24 النابلسي محمد
أسقطت عناصر الدرك الملكي بمكناس ، وحشا بشريا، بعد مقاومة شرسة ،أستخدم فيها الجاني كل الوسائل للفرار من قبضة العدالة ، باستعمال العنف و إشهار السلاح الأبيض في وجه عناصر الدرك وتعريض أحد عناصرها للخطر أثناء عملية القبض عليه .
هذا المجرم ظل يغتصب إمرأة أرملة ، أمام صغارها لمدة طويلة ، تحت التهديد بالسلاح الأبيض وإلحاق الأذى بأبنائها وممتلكاتها ، ويتعلق الأمر بالمتهم (ه .ب) من ذوي السوابق العدلية ، حيث تمت إحالته يوم أمس الاثنين، على الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بمدينة مكناس، من أجل تهم الإغتصاب بالعنف تحت التهديد بالسلاح ، وإشهار السلاح الأبيض وتعريض عناصر الدرك للخطر .
الواقعة جرت أطوارها بعدما داهمت عناصر الدرك الجاني، قبل يومين، حيث تمت عملية الإيقاف ، ليتم اقتياده إلى مركز الدرك بمنطقة عين جيري ضواحي مكناس ، والتحقيق معه، ثم إحالته على القضاء من أجل محاكمته بالتهم المنسوبة إليه.
وفي تفاصيل هده الجريمة البشعة ، فإن الضحية أرملة في عقدها الرابع ، تعمل كمياومة في مجال الفلاحة بمنطقة عين جيري لإعالة أبناءها الأربعة، أكبرهم تبلغ من العمر 16 سنة وأصغرهم لا يتعدى عمره 6 سنوات، وظلت تتدبر أشغالها بصفة مياومة، سيما في حقول ومزارع المنطقة ، قبل أن يخرج المتهم من السجن، إذ كان يقضي عقوبة حبسية من أجل الضرب والجرح وإدرام النار بأحد محطات الوقود ،لينسج فخاخه حولها ويدخلها في دوامة من الرعب، عبر تهديدها بالسلاح الأبيض الذي لم يكن يفارقه، والتهديد أيضا بإلحاق الأذى بصغارها ،كما أنه ومنذ خروجه من السجن ، ظل الجاني يمارس مختلف أنواع التعذيب الجنسي والنفسي على الضحية، لدرجة أنها في مرات تعرضت للضرب، والتعنيف و تهجم على منزلها الذي هو عبارة عن كوخ بسيط وكسر كل ما بداخله ، مهددا إياها بمصير أسوأ إن هي باحت لأحد أو اشتكت، حيث كان المتهم يداهمها كل مرة أمام أبنائها الصغار، كما كان يعرضها لمختلف الإهانات والتعذيب وهم ينظرون إلى هذا المشهد المرعب.
الضحية وخلال تصريحها فقد ضاقت ذرعا بالسلوكات التي تصدر من المتهم، قبل أن ترفع التحدي، وتتوجه إلى مركز الدرك مستنجدة، وموضحة أنها تخشى أن يقع مكروه لها أو لأبنائها، لتجري طمأنتها من قبل عناصر الدرك الملكي ، والاستماع إليها بتفصيل، في محاضر، صرحت فيها بكل ما كانت تضمره، وبتفاصيل الاعتداءات التي تعرضت لها ، أكثر من ذلك أن المتهم كان يشهر سلاحه الأبيض ويضعه قرب الوسادة عندما يهم باغتصاب الضحية، وبعد أن استمعت عناصر الدرك إلى تفاصيل القضية الدرامية، انتقلوا إلى منزل المتهم وأوقفوه، ليتبين لهم أنه معروف بسوابقه وطبعه العنيف .
الضحية “نزهة قصير” تناشد القضاء بإنصافها و إنزال الجاني بأقصى العقوبات ،كما عبرت السيدة سلوى الجبلي رئيسة جمعية حقوقية بمكناس عن إدانتها لهذه الجريمة البشعة ، و مساندة الضحية بعد زيارتها لمنزل الضحية والوقوف على مدى حجم الضرر النفسي الدي يعاني منه أبنائها الصغار خصوصا إبنتها البكر التي دخلت في حالة نفسية صعبة للغاية ، وكدلك الحالة المعيشية التي تعيشها هده الأسرة الفقيرة دون معيل لها ،كما عبرت إحدى قريباتها كدلك على أن ما يقع للضحية و أبنائها هو كابوس و أكثر من فلم رعب بما تحمله الكلمة من معنى وقد عايشت عن قرب هده الوقائع الدامية المؤلمة و الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها أسرة قريبتها ،مسترسلة على أنه لابد للقضاء أن ينصف الضحية و يعطي الدرس والعبرة لمثل هده الأفعال الإجرامية الخطيرة التي تهدد سلامة المجتمع .