جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة : الدقة في الخبر

إفران وغيرها: هل نحن فعلا في حاجة إلى إعادة التربية في زمن الطواري الصحية؟

0


الأحداث 24-محمد عبيد


إستقوفتني كثيرا، كما ٱستوقفت عددا من رواد الفضاء الأزرق بإقليم إفران، هذه التغريدة لرئيس الجماعة الترابية لإفران على صفحته الشخصية بالفايسبوك، والتي جاء فيها:”اربع شهور و بسطاء المدينة معذبين و محرومين في صمت و ملتزمين بالحجر من أجل الصالح العام و تجيو ( يا حسرة أغنياء المدينة ) بالبكاء و البهلان ضربو كولشي فالزيرو يا رباعة الشلاهبية يا شرذمة الوصوليين، ما قديتوش تصبرو ثلاثة أيام يخرجو نتاءج التحاليل، عماكم الطمع و الجشع ، الله ينعلكم و ينعل الجيل الاربعين من سلالتكم العفنة يا بوهيوف…….!!!”
هي تغريدة في شكلها تعني بشكل واضح انتفاضة ضد ما تعيشه مدينة إفران بشكل عام وبصفة خاصة هذا الأسبوع الأول من يوليوز2020 بالتحاقها متأخرة بمدن ومناطق الإصابة بفروس كورونا المستجد وهي التي حافظت على بياض صفحتها من للإصابة باي رقم إيجابي بالرغم من أنه بجوارها كان أن ظهرت حالات بكل من أزرو وضاية عوا.. لكن وقد خلت هاتين المنطقتين من الوباء، وبعد أن عاش إقليم إفران عموما على نشوة انتصاره على كورونا إلا ان ال50يوما افسد نشوتها ظهور حالات ثلاث بمدينة إفران لتعيد العداد الى الانطلاقة من جديد… والمثير أنها حالات ارتبطت بالقطاع الخدماتي الذي استغل الظرف بادعاد النهوض بالقطاع السياحي، لكن بشكل غير منضبط ولا محترم للتدابير المعلن عنها في إطار الطواريء الصحية أمام رفع الحجر الصحي؟!!
انتفاضة رئيس الجماعة من خلال تغريدته في المضمون تعبر عن رأي مواطن عادي أبعد مما قد اعتبره البعض من انسلال آخر!؟.. لأن العبارات والمصطلحات التي تم توظيفها بعيدة عن اي تاويل غير موضوعي بقدر ما انه ينم عن غيرة وليس عن أغراض أخرى؟
إفران كغيرها من عدد من المدن المغربية عاد إليها بشكل ملفت ومثير ظهور حالات الإصابة بكوفيد-19، وهي التي كانت إلى الأمس القريب خالية من الاصابات وتمكنت في وقت مبكر من الحد من انتشار الجائحة فتمتعت برفع الحجر الصحي عن مناطقها… لكن يظهر أن إعادة عجلات دوران انتشار هذا الوباء وظهور حالات جديدة خلال هذه الأيام في عز حالة الطواريء وتخفيف إجراءات الحجر الصحي، اعطت جميع المؤشرات انطباعات غير مطمئنة، مما جعل النقاش خاصة في ظل عدم التزام بعض المواطنين بالتدابير المطلوب احترامها، وادت الى استفحال مخاوف من موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا، خصوصا في الجهات والمناطق التي أعلن عن شفاء كل الحالات المصابة فيها، مما يستدعي معه ضرورة مواصلة تقييد الحركة بين المدن إلا للضرورة، وتشديد الاتضباط بتدابير حالة الطواريء داخل المدن.
الوضع حاليا لا يبعث بإشارات مطمئنة ويفرض عودة عمل لجان اليقظة والرصد الوبائي واللجان العلمية والتقنية، التي يقع على عاتقها، إلى جانب مؤسسات أخرى، عبء اتخاذ القرار بشأن مصير الحجر الصحي، الذي بات السؤال الأول الذي يشغل بال المغاربة.
علما انه كان البرلمان المغربي، قد اوضح قبل ايام أن “الرفع السريع للحجر ستكون له عواقب وخيمة، وستقع انتكاسة لن تتحملها إمكاناتنا”…
وفي ظل هذا الوضع، يعتبر الخبراء أن المغرب مطالب بالاستعداد إلى المرحلة الأصعب في مواجهة فيروس كورونا، مع ما يقتضيه ذلك من رفع درجات اليقظة والحذر وتكثيف عمليات إخضاع المشتبه فيهم، أو حاملي الفيروس دون أعراض إلى تحليلات مسبقة، لضبط خارطة انتقال الوباء فئويا وجغرافيا.
وهنا وامام تسجيل بعض التجاوزات التي تساهم في تفشي الفيروس، اصبح الامر يدفع بالسلطات المكلفة باتخاذ القرار إلى دراسة كل السيناريوهات والإجراءات الخاصة بعناية لازمة وكبيرة، مع استحضار حجم الضرر الذي تكابده الدولة والمواطن والتي تبقى امتحانا صعبا للسلطات وللمواطنين.
والملاحظة العامة مع رفع الحجر الصحي والاكتفاء بالدعوة الى الالتزام بحالة الطوارئ، فإن الملاحظ أن الكثيرين من الموطنات والمواطنين – بكل أسف- لا يحترمون إرشادات الوقاية، ويصرون على خرق الحجر والتجول في الشوارع لأسباب لن تكون بالتأكيد أكثر أهمية من بقائهم على قيد الحياة، وتعمد تنظيم التجمعات والانتشار الفوضوي بفضاءات عمومية(حدائق وباحات وغابات ومقاهي…)، ولقد آن الأوان لمراجعة عدد من القرارات والتدابير بإعطاء تعليمات صارمة لتشديد ارتداء الكمامة والمخالف يعرض نفسه للاجراءات القانونية والردعية… ومن بين التدابير إلزامية:
_ التباعد الاجتماعي باللمقاهي.
_ تحديد الحادية عشرة ليلا بالنسبة للمقاهي وللمطاعم والأشتغال باللمحمول ” أومبورطي ” و توصيل الطلبية للمنازل.
_ توسيع دائر التحليلات بالنسبة لأماكن التجمعات.
_ تشكيل لجنة توعية بارتداء الكمامة بالنسبة للحدائق والأماكن العامة وعلى مستوى الشوارع الرئيسية و الأسواق الأسبوعية وبالسويقات، وبأماكن الاكتضاض كالمحلات التجارية والأسووق المركزية…
_ تجديد حركية وسهر السلطات المحلية والعمومية باتخاذ إجراءات مشددة لمحاولة الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد .
_ فرض الانضباط بقواعد السلامة واخذ جميع الاحتياطات اللازمة لارتداء الكمامة وتعقيم اليدين وتفعيل كل إجراءات الوقاية للمساعدة من حد انتشار فيروس كورونا المستجد.
وخلاصة القول اتمنى ان يعمل الكل يدا في يد للحد من انتشار الفيروس وألا نكون مدعوين للامتثال لتلك القولة: “يجب إعادة تربية المغاربة”؟!!

تغريدة رئيس المجلس الجماعي لإفران ليلة أمس بعد ظهور الحالة الثالثة بالمدينة ..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!