الأحداث 24
“ الأمن” العنصر الأساسي في الٱستقرار وكذلك التنمية هو “الأمن “ وهو الذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة الوظائف على وجه التحديد ، والوظيفة هي شغل أو نشاط يقدمه الفرد، غالبا ما تكون منظمة، وغالبا ما تقدم مقابل الحصول على دفعات من أجل المعيشة ،وإذا ذكرنا “ الأمن “ نتذكر بدايته أو النظام الأول الذي سمي بالنظام البوليسي في اليونان وهذه الكلمة مشتقة من مدينة بوليس بهذه الدولة ومازالت موجودة إلى حد الآن على ما أعتقد وتعني بلغة الظاد “” جسد المواطن “” وهذا يدل على بداية حقبة ترسيخ الأمن لدى أذكى شعوب الأرض آنذاك وأرقاها، حيث ظهرت المدن وتوسعت وكثرت الجرائم والزلات آنذاك ،مما ٱستدعى ذلك إلى إتخاذ إجراء تكوين جماعات للمراقبة، وتمكين دولة المدينة من الظهور بشكلها اللائق والمحصن،ومن هنا إتخذ الرومان في بداية الحقبة نفس الأسلوب في دعم وتنظيم البوليس ليس للمراقبة وحسب بل في تكوين الفيالق من أجل الاستعداد للغزو المبارك ،وذلك كان في سنة 27 قبل الميلاد على ما أذكر ،والشيء الأول الذي رسخه أغسطس آنذاك هو الإستقرار الداخلي وتطبيق نظام البوليس من أجل المساواة كما سماه بعض الموءرخين انذاك عصر المساواة أو عصر الامبراطورية وكانت خطة أغسطس هو تلميع صورة البوليس وتشهيرها لدى هامة الشعب وبذكاء ثاقب إستطاع ان يجعل فيالق الأمن من مقدسات الإمبراطورية بعد الحاكم ،لعملها النزيه والعادل حتى أن عقوبة كل من أخل بالواجب يصلب فورا أو يشنق أو يحاكم جماهيريا ، كان شباب الرومان آنذاك يلتحقون بالتجنيد النظامي والغير النظامي لإستعراض الشهامة والقوة والعدل كذلك وفي المقابل كانت الدول المجاورة، متهالكة تعيش تحت وطأة ألا نظام و الهمجية والتسيب والقوي يأكل الظعيف كما يسمى الأن بقانون الغاب ، هكذا تقدم تراجان ساحة التوسع الروماني بعدما وجد ثغرات الظعف في كل الأنظمة الدائرة لنظام الإمبراطورية وبدأ يلتهم الدول الواحدة تلو الأخرى بجيشه المنظم والحكيم حتى أصبح يضرب به المثل إلى يومنا هذا ….. ما أريد الإشارة إليه من كل هذه الحروف هو كيف يمكننا ترسيخ الأمن بالشكل المطلوب والصحيح ولمذا ، ومذا إستفدنا من هذه الجائحة في إطار بين قوسين “الأمن” وتطبيقه، لقد أبان الأمن المغربي على نشاط منقطع النظير بدايةً من رجال السلطة إلى القواة المسلحة الملكية ميدانياً وكذلك لا ننسى الفيالق الأخرى طبعا ، ولكن المشكل الرئيسي هو عدم إستجابة بعض أفراد المجتمع وٱتباع التعليمات وكذلك عدم دراسة الحدث الوبائي بالدقة المطلوبة قبل بدايته مع الوقت، فالسرعة والتكتيك والدقة هو كل شيء غي هذه المرحلة ،حيث كلما زادت سرعة الإنتشار ،كلما زاد النظام الأمني في النتائج الإيجابية عبر إتخاذ بروتوكولات مجدية والصرامة والدقة كما قلت هو كل شيء ( دقة التنظيم والتسيير وجمع المرضى والتتبع في أسرع وقت ممكن ) لأن النظام الأمني هو الركيزة الأولى للإستقرار والرقي والتنمية كذلك وأي خلل في هذا النظام يعد بداية إنهيار الدولة أو المنطقة كما ٱنهارت الإمبراطوريات الجبارة مثل العثمانيين والرومان والبيزنطيين ، وكما ٱخترع اليونان وطور الرومان نظام الأمن داخليا وخارجيا إعتقد أننا نستطيع كذلك تطوير منظومة الأمن في المغرب ، عبر تحديث طريقة التعامل والتواصل بين الحكومة والشعب وذلك في المعاملات الرقمية بين المواطن والدولة (كما أشار السيد رشيد الطالبي العلمي مؤخرا )، لتكون المعلومة مسجلة ومنظمة بشكل يصعب أي عملية رشوة أو تزوير أو إختلاس أو إختراق ، وثانيا في توضيح مصادر الدخل والإنفاق الخاص بالحكومة والجماعات والعمالات والتي تتمثل في صفقات العقود المبرمة مع الشركات الى غير ذلك و المتمثلة في مبدا الشفافية ، وكما فعل اغسطس في تطوير النظام الامني اعتقد ان الخطوة المهمة تتمثل في محاسبة الفاسد عبر وضع عقوبات رادعة تناسب كل عملية فساد وذلك لمنع تكرارها وان تعلن امام الملا للعبرة والعظة ، ولتلميع صورة النظام الامني اعتقد ان الاعلام السمعي البصري و موءسسات المجتمع المدني تحمل على عاتقها كل المسوءولية في نشر التوعية وتوضيح الضرر والتكافل الاجتماعي من اجل ترسيخ مبدا العدالة فوق الجميع ، أما فيما يخص الأمن النقدي فأعتقد أن التحول إلى الإقتصاد الغير النقدي هو الحل لأن التداول وتحويل العملة بشكل رقمي يلغي المرابح الشخصية لأنها مبرمجة على الأسعار والتكلفة الصحيحة لأي خدمة وكل هذه الأمور تحتاج بطبيعة الحال إلى توظيف الكفاءات، الشخص المناسب في المكان المناسب من أجل إنجاح النظام الأمني بكل أطيافه .
نبيل أشهبار