الأحداث 24 – محمد عبيد
بماذا يمكن أن نفسر سلوكنا عندما نتملص من مسؤوليتنا في الحفاظ على البيية والنظافة، ونجتهد في تحميلها للآخر؟
للوقوقوف على الجواب بداية لابد من التذكير پأن تراكم النفايات، سواء المنزلية أو الصناعية أو التجارية دون معالجتها أو التخلص منها بصورة نهائية يُشكل مصدرا للخطر يهدد صحة المواطنين، فأكوام القمامة تشجع على تكاثر البكتريا والجراثيم والفيروسات والقوارض مما يؤدى إلى إنتشار الأمراض وتفشي الأوبئة الفتاكة.
كما تؤدي النفايات المتراكمة إلى تلف المياه والتربة الصالحة بالجراثيم المسببة للأمراض، وتلوث الهواء بالروائح الكريهة، والغازات السامة الناتجة عن ٱحتراقهما، إضافةً إلى تشويه البيئة الحضارية.
واذ نسجل بشكل مثير تتراكم النفايات في الطرق والشوارع والأسواق والحدائق والمساحات الخضراء وسط التجزئات السكنية، فلا يمكن إلا أن نتنكر لمسؤولية المواطنين أنفسهم، بسبب الإهمال والكسل، ورد هذه السلوكات لغياب الملكية والشعور بالانتماء للمنطقة أو الحي الذي يقطنه المواطن!؟… بالإضافة إلى الشعور بأن شخصا آخر سوف يجمعها، وغياب كلا من الضغط الاجتماعي والمعرفة بالآثار البيئية المترتبة على رمي النفايات، فكلها عوامل تؤثر على سلوك المواطن وتجعله غير آبه أو مكترث بالمحافظة على بيئته نظيفة.
مناسبة هذه الديباجة هو ما وقف عليه موقعنا “الأحداث24” يومه الأحد 19 يوليوز 2020 من خلال حالتين تزامنت واقعة كل منهما في نفس التوقيت زوالا ووقت ٱشتداد الحر.

الأولى حين وردت صرخة على منصة التواصل الاجتماعي مرفقة بصور لشجرة (بفضاء وسط تجمع سكاني النخيل6؟! وراء مقهي آزرو سيتي) تحيط بها اكوام من أكياس بقايا بناء ملففة في اكياس ومتلاشيات مقززة المنظر ومن شانها التاثير عن مكان وضعها ومحيطها وتشويه جمالية المجال، صرخة/نداء لصاحبها جاءت على الشكل التالي:” أرجو من محبي الطبيعة إنقاذ هذه الشجرة المتواجدة خلف مقهى آزرو سيتي من هذا الكم الهائل من بقايا البناء حتى يتسنى لها العيش في هذه الظروف الحارة ولكم الشكر”.
هنا تحيلنا النازلة على ان البيئة المحيطة بالإنسان هي من صميم حقوق كل إنسان، إذ أنها تؤثر على صحته ومعيشته، وأسرته والمجتمع الذي يعيش فيه، وتمثل حقه في هواء نظيف أو مياه نظيفة وبيية نقية..
لذا فإن الحفاظ على البيئة لم يعد رفاهية، وإنما أصبح قضية تتوقف عليها قدرة الإنسان على التمتع بحياة آمنة وصحة جيدة، تتيح له أن ينتج وأن يبدع، وأن يتحمل في ذات الأن مسؤوليته اولا قبل اية جهة؟
بالنسبة للوضعية الثانية وهي الصور التي تنقل لنا حدثا (من حي شارع النخيل أمام ورشة المسبح المغطى) ينم عن التخلف الفكري حين وقفنا على مشهد مأسف، ذلك أن شخصا راشدا (وموظفا محترما) حمل دلوا به رماد مازال متقظا، وتخلص منه بإيداعه داخل حاوية للزبال بكل هدوء وٱنصرف.. لكن مجرد ٱنصرافه، ومع شدة الحرارة وهبوب رياح توقدت النيران داخل الحاوية، فٱنتبه إليها طاقمنا، ليطلب من مستخدم بمقهى مواجهة لمكان الواقعة كي يمده بدلو من الماء، فبادر المستخدم بنفسه إلى صب المياه لإخماد النيران قبل أن تأتي على الحاوية التي هي من البلاستيك.
فهل بمثل هذه السلوكات وفي غياب الوعي واستحضار الرشد نعول على بعض الراشدين في تربية الأجيال القادمة من الأطفال داخل الأسر والتلاميذ في المدارس على كيفية الحفاظ على ممتلكاتهم العامة بداية من الحفاظ على بيئتهم وعلى الشوارع وعلى الممتلكات العمومية؟