جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة : الدقة في الخبر

في زمن كورونا:تحديات جمعية مهر فيتال للسياحة ورغبة لإحداث مشهد جمعوي مؤسساتي بإقليم إفران”

0


الأحداث 24 – محمد عبيد

يلعب العمل الجمعوي بمختلف أنواعه دورا أساسيا في الدينامية التي تعرفها بلادنا ويتحمل المسؤولية كذلك في تكريس التحول والديمقراطية والعدالة، ولأنه بهذا المعنى فإن ما ينتظره من تحديات ورهانات يتطلب منه الكثير من التفكير والعمل الجماعيين طبعا لأنه “لا عمل جمعوي بدون مشاركة جماعية”.
فما من شك ان العمل الجمعوي إن تم التعامل معه بشكل إيجالي قاد إلى “بر الامان” للتنمية المستدامة، مما يجعلنا في نهاية مطافات التحليل أمام جمعيات يمكن أن نطلق عليها وفي اطار تركيبي اسم “الجمعيات الايكوتنموية” والساعية بالدرجة الأولى إلى إيجاد حلول واقعية وناجعة لمشاكل المسألة البيئية، وضمان استدامة الصيرورة التنموية في شتى تجلياتها، خاصة وأننا نجد القضايا البيئية وحمايتها وتثمين مواردها والرفع من قدراتها، أضحت تحتل حيزا هاما وموقعا متميزا ومكانة لائقة ووضعية متقدمة في أولويات التنمية ككل، الشيء الذي يجعل الجدلية القائمة بين البيئة والتنمية، تفرض تواجداتها في الوقت الراهن، مما حفز الفاعل الجمعوي “المركب” تركيبا ايكوتنمويا، على القيام بأدوار طلائعية ومهام رائدة في مختلف مستويات ومجالات تدبير الملف البيئي، والمحافظة على التوازنات البيئية ورفع التحديات المطروحة أمام انصهارات كل من حكامة التنمية وحكامة البيئة، بكل جدية ومسؤولية، وعبر كل الوسائل والامكانيات المتاحة، ويدخل كل ذلك في اطار الوعي المجتمعي المتصاعد والشعور الجمعي المتزايد بضرورة المحافظة على البيئة، لما لهذه الأخيرة من أهمية قصوى ومكانة بالغة على شتى الأصعدة : اقتصاديا، اجتماعيا، سياسيا، أمنيا وعلميا.
وفي هذا السياق، وإيمانا من موقعنا “الأحداث24” بالتعريف بالجمعيات الهادفة والنشيطة وفسحها فرصة للتعبير عن إحساسها بهذه المكانة الرائدة التي أضحى يحتلها الفاعل الجمعوي، فلقد كانت لموقعنا فرصة الوقوف عن قرب لاعمال إحدى الجمعيات بإقليم إفران والتي تعمل في صمت من خلال عمليات النظافة التي تقوم بها عناصرها، ويتعلق الامر ب “جمعية مهر فيتال للسياحة الإيكولوجية وحماية البيئة بإفران”، التي تفضلت رئيستها أوفقير للا عائشة بالقول: “نعتقد في جمعيتنا أن ركود نشاطنا الأساسي لن يمنعنا في الانخراط لتحقيق أهداف التنمية الشاملة. وكما تعرف فالإبداع هو الانطلاق مما يوفر الفضاء من إمكانيات لأن المثل يقول “الحاجة أم الاختراع”. ولكي نبدع علينا أن نستفز الجاهز والنمطي والمبتذل والمكرور، وننزح الغشاوة التي تغطي أعيننا كلما تعاملنا مع فضائنا الخاص. فإذا كان الحصان بالنسبة لجمعيتنا يشكل عنصرا أساسيا في الفضاء الذي نشتغل عليه، ونعتبره “سيد منتزه عين فيتال” بالفعل، لذلك فالاهتمام به وجعله محور أحد أنشطة جمعيتنا لا يحيد عن انشغالاتنا بالبيئة.
وأردفت لالة عائشة بالقول، “إن جمعيتنا منذ دخول بلدنا مرحلة الحجر الصحي نظرا لحالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد ولو ان منتزه عين فيتيل شمله قرار اغلاق مؤخرا وبصفتنا إحدى الجمعيات المستفيدة من توفير خدمة ركوب الخيل للزوار داخل المنتزه تسعى للحفاظ على العشب، وكوننا أمام ركود نشاط الجمعية المعني بركوب الخيل والقيام بجولات للزوار، فان جمعيتنا، -توضح لالة عايشة-، استمرت في المساهمة تلقاييا وطوعيا بتنظيم حملات للنظافة وسط المنتزه.
وأضافت أوفقير أن “المنتزه بحاجة فعلا للعناية، ولو انه حاليا وعلى الرغم من قلة الزوار، فاننا لم نتوقف للاهتمام بنظافة المكان، لأن هناك البعض من الزوار العابرين والذين يصطفون بهوامش المنتزه كثيرا ما خلفوا نفايات ونحن بحاجة إلى الحفاظ على نقاء هذا الفضاء الطبيعي للتغلب على آفة الأزبال، وتفاديا لتلوث مياه المجاري والوديان، خاصة وأننا سجلنا تراجع صبيب السواقي التي أصبحت تنبعث منها روائح غير مقبولة، مما يجعلنا نسعى للحفاظ على محيط العين بهذا المنتزه.”
وبخصوص الإكراهات التي تعيش عليها “جمعية مهر فيتال للسياحة الإيكولوجية وحماية البيئة بإفران”، قالت لالة عائشة أوفقير “إن الإكراهات أو المشاكل التي تواجهنا، يواجهها على العموم العمل الجمعوي بمدينة إفران والإقليم والجهةبصفة عامة، فهي عديدة ومترابطة بل ومركبة، إذ نعاني من إكراهات ذاتية حيث الرغبات والطموحات والمقترحات والأهداف التي نتوخى تحقيقها لا تتماشى والإمكانات المرصودة، وأعني بها الإمكانات المادية سيما مع انعدام الدخل في زمن كورونا وما عرفه المنتزه من إجراءات احترازية أدت إلى منع ولوجه من قبل الزوار، مما أثر ليس فقط على الجانب المادي بل مس حتى جانبنا المعنوي. وهنا اود أن أوضح بأننا فعلا نحترم انفسنا كفاعلين جمعويين في أطار البعد والرهان والرغبة في العمل التطوعي، هذا الأمر وجب الوقوف عليه بكل مسؤولية ولسنا ممن يمكن اعتبارهم مقتحمين للعمل الجمعوي النبيل بدعاوي استرزاقية، فالعمل الذي نشتغل فيه كفريق مكون من عدة إطارات تشكل لحمة التجربة الجمعوية بإقليم إفران ككل.
واستطردت المتحدثة بالقول:” لا تفوتني الفرصة بالذكر بان كل عملنا فضلا عنما نقوم بها داخل المنتزه من اجل التحسيس بالامن والأمان للمواطنين… لا نغفل فيه العمل الإنساني، ذلك أن عمل الجمعية يتعداه إلى انشطة اجتماعية حيث نساهم ونقدم مساعدات اجتماعية والتكفل بالناس الذين لا يجيدون النطق باللغة العربية لكون جل سكان المنطقة تغلب عليهم اللهجة الامازيغية ونرافقهم الى المستشفيات كلما دعت الضرورة من أجل التطبيب.
ولقفل حديثها مع موقعنا، أوضحت لالة عائشة أوفقير “إنه امام هذا الواقع الذي يعيش عليه المشهد الجمعوي بإقليم إفران أرى أنه آن الأوان لترتيب هذا المشهد الجمعوي إقليميا عبر اصطفافاته الحقيقية من خلال فاعليه الحقيقيين كل بحسب الحقل الذي يشتغل فيه وما يتميز به من قدرات وعطاءات لإحداث مشروع مؤسساتي يستوعب الفعل الجمعوي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!