جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة : الدقة في الخبر

التغلب بعد 18ساعة على نيران منطقة غابوية نباتية بإقليم إفران، وطرح الحاجة إلى الوسائل اللوجيستيكية يعود للواجهة

0

الأحداث 24 – محمد عبيد

تطلبت مدة 18 ساعة من الجهات المتدخلة (درك ملكي ووقاية مدنية ومياه وغابات وسلطات وقوات مساعدة ومواطنين..) لوضع حد للنيران التي نشبت بمنطقة شبه غابوية نباتية بمنطقة أيت تحرونت، الواقعة بتراب جماعة بن صميم بقيادة إركلاون التابعة لدائرة آزرو بإقليم إفران، فجر يومه الخميس 3 غشت 2020 الا عند حدود العاشرة ليلا.. وبالتالي الحد لمزيد من توسعها وانتشارها بالمنطقة حيث أصيبت ساكنتها بالفزع والخوف الشديدين..
النيران التي نشبت بمنطقة نباتية كلها عبارة عن اشواك (النوع المسمى الشديدة)، ناهزت مساحتها ال300 هكتار، استنفرت قوة الحريق بها جهودا كبيرة ومقاومة كثيرة طيلة نهار هذا اليوم تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة وهبوب رياح شرقية قوية مما عقد الأمو وتيسيرها… حيث اضطر المنقدون إلى الاستعانة بجرارات وجرافات التي حفرت خنادق حول المنطقة للحيلولة دون ان تنتقل للمنطقة الغابوية القريبة منها..
وكانت هذه المنطقة التي تتميز بتواجد نبتة شوكية فيها منذ أمد بعيد كل صيف في نفس هذا التوقيت تتعرض للاحتراق، وكان يتم القضاء عليها بشكل فوري عكس محنة هذا العام…
يذكر أن الكوارث البيئية التي تحل على غابة إفران، كل فصل صيف تقع ككابوس مرعب، حيث تستيقظ ساكنة المدينة والقرى المجاورة على وضع كارثي وخسائر فادحة، تمر النيران فيها على الأخضر واليابس وتؤدي بحياة الكثير من الأصناف الحيوانية، (الثعالب البرية ، الخنزير البري …).
وعن اسباب اشتعال مثل هذه الحرائق التي شهدتها المناطق الغابوية بإقليم إفران خلال صيف 2020 والتي من بينها يتعبر حريق هذا اليوم هو أكبر حريق عرفته المنطقة خاصة على مستوى دائرة آزرو، فسر احد المهتمين بالشان الغابوي بانه قد تكون بدايتها عود ثقاب، أو بقايا سيجارة مشتعلة، أو بقايا جمر مشتعل في منطقة غابوية سياحية، او محاولة قلب الاراضي الفلاحية المجاورة التي تعرف احيانا احتراق بقايا تبنية او اشواك قبل عملية الحرث، ونهايته كارثية، تحول الغابة الشامخة إلى كثبان من الرماد والفحم.
ويضيف المتحدث “غابة إفران غابة كثيفة متشابكة الأغصان نظرا لما تتوفر عليه من أشجار البلوط الأخضر، إضافة إلى المسالك الوعرة، الشيء الذي يجعل من وصول رجال الإطفاء وشاحناتهم أمرا صعبا، مما يخول للنيران الانتشار السريع، هذا الأخير الذي يستلزم تدخل كم هائل من الطاقم البشري (رجال الإطفاء وسلطات عمومية و المجتمع المدني … )، تصل إلى طلب تعزيزات ودعم وطنيين، وخصوصا طائرات مخصصة لإطفاء الحرائق.
ليبقى التساؤل عريضا حول مدى فاعلية فريق العمل الذي أحدثته المندوبية السامية للغابات ومحاربة التصحر التي كانت أن خصصت منذ حوالي خمس سنوات من الآت غلافا ماليا في حدود 184.830.000 درهم بغرض توظيفه لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، ومغلنة عن تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط الماء، مع صيانة وإنشاء أبراج للمراقبة، وتعبئة أكثر من 1200 مراقب حرائق.. كما كان أنها ادعت تخصيص غلاف مالي قدره12 مليون درهم من أجل التحسيس والتواصل عبر القنوات السمعية والبصرية لتوعية السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق… سيما وأنه أحيانا يتعمد بعض مفتعلي الحرائق ويتنقلون في أماكن متعددة من الغابات لافتعال الحرائق لإضعاف المراقبة ويتمكنون بدهاء بإشعال النيران في الغابة وفي أماكن متعددة من الغابات مستخدمين الإطارات القديمة الكوشك وذلك لإدامة الحرائق في مناطق صعب الوصول إليها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!