تمخض الجبل فولد العثماني، هكذا فاجأ رئيس الحكومة الشباب المغربي بمنشور يمنع فيه جميع المؤسسات العمومية والوزارات (ماعدا الصحة والتعليم والقطاعات الأمنية) من إحداث مناصبَ للتوظيف لسنة 2021، وهو التدبير الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول كفاءة الرجل في قيادة حكومة المغاربة خلال هاته الفترة العصيبة.
فكيف يبدو إذاً هذا التدبير؟
بلا شك فالعثماني سلك الطريق السهل والمختصر لتدبير المرحلة عوض البحث عن حلول بديلة لاقلاع اقتصاديٍ جديد، فأفق الرجل يبدو محدوداً جداً لم يراعي فيه قط الحالة النفسية التي بات يعيشها الشباب المغربي بعد تأجيل كل مباريات التوظيف لسنة 2020، ليفاجئنا البارحة بمنشورٍ أخر يدعو فيه كل القطاعات الوزارية لتجميد عملية التوظيف سنةً أخرى مؤجلاً بذلك أحلام الشباب المغربي إلى غاية 2022 .
فهل حقاً العثماني يعيش معنا؟ وهل تصله همومنا؟ أم أنه يعيش في عالمه المحدود؟ كيف لشاب كد وجد خلال السنوات الماضية من أجل إيجاد لقمة عيش تقيه من حرارة المجتمع، أن يجد نفسه مدعواً الى وضع شواهده جانباً وتدبير سنتين من البطالة في وضعٍ جامدٍ لا فرص فيه ولا آمال…
هكذا إذا بدأ المغاربة يجنون ثمار تدبير العدالة والتنمية للشأن العام، ندرت فيها تلك الخطابات الرنانة وأضحى الواقع اكثر مرارة من ذي قبل، فما ذنب الشباب المغربي إن كان هذا الحزب فقيراً من ناحية الكفاءات ووضع تصورات بديلة لاقلاع اقتصادي جديد؟ وهل هذا الشعب يستحق هاته البروفايلات أن تدبر أموره؟ وهو الشعب الذي كسب إعجاب العالم بالتزامه باجراءات الحجر الصحي طيلة الثلاثة الأشهر الماضية، فما كان جزاؤه إذاً سوى منشور من صفحتين يجمد فيه الوظيفة العمومية، ويدعوا كل الشباب الى تأجيل آمالهم وأحلامهم لسنتين طوال فقط العثماني وحده يراها قصيرة.