هي إشراقة أمل صنعها شباب أجلموس الأبية إنطلقت شرارتها من شارع سانطوس، كما راق لأصحاب الفكرة تسميته، فكرة بسيطة نشأت و ترعرعت في أذهان مجموعة من خيرة شباب المدينة فأمنوا بها و اعتنقوها لتخرج بعد مخاض غير عسير إلى ارض الواقع ، فالكثير من الأهداف و الأحلام تبدأ في الغالب بفكرة ثم تنمو و تتحقق بعد مشاركتها مع الأصدقاء، فأصحاب الهمم و العزائم لا يكلون و لا يملون حتى يرتقوا أعالي القمم، و هذا حال شباب اجلموس الذي دفعه طموحه الجامح إلى الخروج و العمل التطوعي من أجل تزين و تجميل و صباغة بعض المواقع و الشوارع و ممرات الراجلين، طلاء و ألوان جذابة، إطارات و خردوات تم تدويرها و تحويلها الى تحف فنية اضفت ميزة و طابع جمالي خاص . أنامل و سواعد نظيفة و قلوب طيبة خلقت الحدث فنالت تعاطف و استحسان الساكنة الاجلموسية جمعاء، من هنا كانت الإنطلاقة لتنتقل العدوى إلى باقي الأحياء في جو تنافسي و بروح رياضية عالية لتصبح ورشا كبيرا مفتوحا في وجه و إبداعات جماعية تطوعية في نكران تام للذات.

و قد تميزت وهذه التظاهرة كذلك بمشاركة مجموعة من عشاق الفن التشكيلي من طينة الفنان العصامي سعيد الرفاعي المعروف باسم فوعى، رفقة مجموعة من الفنانين التشكيليين ابناء المنطقة الذين أبو إلا أن يساهموا و يبصموا ببصمة احترافية في إنجاح هذه التظاهرة الحضارية و مهرجان الألوان الذي اكتمل و تقوى و نضج بالدعم ألا مشروط للمجلس الجماعي الذي احتضن هذه المبادرة و حرص على توفير كل السبل و الإمكانات المتاحة لتكتمل الصورة في ابها حللها، فعمل المجلس الجماعي تحت الإشراف الشخصي للسيد محمد بادو رئيس مجلس جماعة اجلموس على تسخير مجموعة من الوسائل المادية و اللوجيستيكية من آليات و مواد اولية و صباغة و أغراس، مما خلق جو حماسي كبير لدى الشباب الغيور على مستقبل البلدة فعمل على تنظيف الشوارع و الأزقة و صباغة الأرصفة و الطرقات و تزين الفضاءات بالأغراس و الورود.
هي إذا مبادرة طيبة تحمل في طياتها عمليات بيداغوجية و تربوية تهدف ألى زرع حب الوطن و تنمي روح العمل التطوعي و تقرب الأطفال من الفن و الصباغة و الألوان، كما تساهم في دعم و تكوين التفكير الايجابي السليم عندالشباب عموما و الأطفال خصوصا باعتبارهم رمز المستقبل، كما تعتبر هذه المبادرة صرح عظيم من شأنه خلق فرص الابداع و العطاء من أجل تحقيق واقع أفضل و مستقبل أرقى عبر تحسين الفضاء العمومي، فهي بمثابة بارقة أمل تزرع في قلوب الأجيال القادمة و تنم عن الوعي الكامل و المسؤولية الكبيرة لسكان أجلموس. بقلم : موسى البقالي

