الأحداث 24 – محمد عبيد
يلاحظ بشكل ملفت الإنتباه منذ الإعلان عن رفع الحجر الصحي في اغلب مناطق المغرب عدم إلتزام البعض من المواطنات والمواطنين بالإجراءات الإحترازية والتدابير الصحية المعلن عنها من طرف السلطات العمومية، وذلك من خلال ما تبرزه جملة من السلوكات غير المسؤولة تضرب في العمق كل المجهودات سواء السابقة اوالقائمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويذكر هنا أنه كان ان أكدت وأكثر من مرة وزارة الصحة على أنها سجلت التزايد في حالات الوفيات والحالات الحرجة المرتبطة ب “كوفيد-19″، خلال المرحلة الثانية من الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي وما رافقها من تدابير لحالة الطواري الصحية، وذلك بسبب عدم الإلتزام بالتدابير الوقائية التي توصي بها السلطات، من إرتداء إجباري للقناع، واحترام التباعد الجسدي، والحرص على نظافة اليدين، وكذا تحميل تطبيق “وقايتنا:.
وكان ٱخر ماشدد عليه وزير الصحة، خالد آيت الطالب، هو ماجاء في التصريح الصحفي لنهار أول امس الخميس15يوليوز2020، حين اكد على إلزامية ارتداء الكمامة الواقية والتقيد بالتدابير الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).
وكان ان دعا الوزير المواطنين إلى تجنب أي تراخ فيما يتعلق باحترام الإجراءات الوقائية خلال فترة الصيف، مسجلا أن “الوضعية متباينة على المستوى الوطني، حيث أن بعض المناطق عرفت تغيرا في وقت جد قصير”.
لكن عكس هذا النداء يلاحظ استخفاف كبير من قبل المواطنين خاصة في الفضاءات العمومية وبالأسواق سواء المحلية او الأسبوعية.. كما يسجل تراخي في التشديد على ضرورة احترام التدابير الوقائية من أجل حماية صحة الجميع.
إنه مهما كان ومن خلال الواقع يستنتج أن هناك تراخيا مزدوجا سواء من المواطنات والمواطنين أو من قبل السلطات العمومية في البلاد… لأن فيروس كورونا لا يقتصر على توغله في نقط دون أخرى من المجالات العمومية في البلاد أو الفتك بفئة معينة من دونها من بين العباد.
وهكذا فيمكن القول أن الوضع يظل غير واضح المعالم وقد يستغرق الخلاص من كوفيد- 19 أكثر مما يتوقع أو ما يسطر له في غياب تشديد الإجراءات وغياب الوعي الإجتماعي والمجتمعي كذلك..
والمثير كذلك انه سجل على المجتمع المدني الذي توقف حملاته للتوعية مجرد رفع تدابير الحجر الصحي والتي كان أغلبه يمارس خلالها توعية “مقننة” لا يتحرك إلا مع تحرك السلطات ومواكبة تغطية أنشطتها بعضها بشكل سينمائي أو فلكلوري تعداه أحيانا الى مشاهد هيتشكوكية.
فهلا عاد الجميع إلى جادة الصواب مادام الوضع لا يبشر بالخير، ووضع اليد في اليد للحد من مزيد من الإصابات المفاجئة وظهور ضحايا جدد من خلال سلوكات تيسر القبضة “العنترية” لفيروس كورونا المستجد وتسهيل توغله في البلاد والفتك بالعباد!؟