الأحداث 24 – محمد عبيد
شوهدت خلال هذا الأسبوع قردة تجوب مركز مدينة إفران وقد تسللت الى شبابيك نوافذ بعض السكنيات والتصقت ببعض حاويات النفايات بحثا عن الطعام والشراب..
قردة من الأنواع المحمية التي من المفروض والواجب احترام حريتها في الموائل.. لكن يظهر أن هذه القردة كانت مجبرة لمغادرة بيئتها الغابوية في ظل الازمة التي تعرفها البلاد بسبب الركود السياحي وتفشي وباء كورونا !؟..
يظهر أنها ايضا فقدت حياتها البرية مما جعلها تغزو الوسط الحضري لإفران للاعتماد على البشر من أجل الحصول على لقمة تقتاق بها أو “جغمة” ماء تطفي بها عطشها خاصة مع حرارة الصيف ونذرة المياه في المجاري الغابوية..
ففي مشاهد جد مؤثرة، صارت القردة أكثر حرية في التجول في شوارع واركان المدينة وهي تتلهف لالتقاط ما يجود به عليها بعض المواطنين بمدينة إفران.
وقد انتشرت مخاوف وبشكل متزايد من أن تكون هذه الحيوانات، الأكثر شبهاً بالإنسان، معرضة مثله لخطر فيروس كورونا المستجد.
وعبر بعض سكان المدينة -في تواصلهم مع موقعنا- عن خشيتهم من احتمال ان تكون العدوى قد مست كذلك القردة، خاصة إذا علمنا ان السلطات في عدة دول فرضت حالة من الإغلاق على القردة خشية التهديد المحتمل لفيروس كورونا المستجد حيث مُنعت زيارة محميات التي تعيش بها أنواع أخرى من القردة.
ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت القردة يمكن أن تصاب بالفيروس، ولكن هناك مخاوف متزايدة من أن تكون هذه الحيوانات، الأكثر شبهاً بالإنسان، معرضة مثله لخطر الوباء.
وتنص التوجيهات الجديدة من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على الحفاظ على مسافة لا تقل عن 10 أمتار من القردة، وأن يقتصر اقتراب البشر منها على الحد الأدنى المطلوب للاهتمام بسلامتها وصحتها، كما لا يسمح لأي شخص مريض أو كان على اتصال بشخص مريض أن يقترب من القردة على الإطلاق لمدة 14 يوما.
فأليس من الخطأ أن يجعل القائمون على الشؤون البيئية والغابوية هذه القردة تتوسل البشر في “أرز الأطلس المتوسط”؟، في حين أنها من الأنواع المحمية التي يجب حمايتها في الموائل.
هذه القردة أصبحت عملاً إنسانيًا، يجب مساعدتها عن طريق الحفاظ على المسافات ودون أن نسأل أنها تروق لنا في التبادل.